أحدث الأخبار
عنوان الوفاء محمود عايش
صخرة دفاع الفرسان السمر
فايز نصّار
يعاني المدافعون من ظلم كبير ، لأنّ الأضواء تسلط أكثر على رجال الخطوط الأمامية ، ناسين الدور الكبير الذي يطلع به أبطال الخطّ الخلفي ، ممن يتفانون في الدفاع عن منطقة فريقهم ، ومساهمين ببدء الهجومات الأكثر نجاعة .
وفي خضم تألق الكبيرين المركز والثقافي ، ظهر في طولكرم عدد من المدافعين الموهوبين ، الذين فرضوا أنفسهم تحت شمس الملاعب ، وساهموا بعطائهم فوق الميدان في البطولات التي حصل عليها الناديان ، ومن هؤلاء خليل ابو ليفه ، وجمال سالم ، ومحمد سليم ، وباسم دروبي ، ودرويش البري ، وأسامه ابو عليا.. ومنهم أيضا صخرة دفاع السمران محمود عايش ، الذي يعترف كلّ من شاهده بموهبته وقدراته .
وأصبح أبو العايش عنوان الوفاء ، بلعبه بحب وانتماء للمركز الأسمر ، وببلائه الحسن في الذود عن مرمى الفرسان ، بالتعاون مع الحارس القدير الراحل سليمان هلال ، وبتنفيذ لتعليمات المهندس ابو يوسف ، الذي طالما كان المحمود يتذمر منها ، لأن العارف كان يحرمه من لذة المشاركة في الهجمات .
ولكن أبا العايش عرف لاحقاً أن المدرب عارف كان على حق ّ ، لأنه أدرك مبكرا أنّ ثبات الحالة الدفاعية يولد طاقات هجومية ناجحة ، حيث كان يقول له : اهتموا بالدفاع ، وأتركوا الباقي علينا !
ليس من السهل أن تحصل على المعلومات من نجم لا يحب الأضواء والشهرة ، ولكن جهود الزميل محمد عراقي ، ساهمت في تحديد أبرز المحطات في مسيرة أبي العايش .
اسمي محمود عايش محمود المصري " " من مواليد مخيم طولكرم يوم 21/9/1953
- كانت بدايتي مع كرة القدم في المدرسة الاعدادية ، ثم في المدرسة الثانوية ، لأنتقل بعد ذلك إلى بيتي الكبير مركز شباب طولكرم .. أولادي الثلاثة يلعبون الكرة ، وواحد ليس له رغبة في ذلك .
- أول مباراة لي مع الفريق الأول للمركز سنة 1975على ملعب خضوري ، أمام فريق جامعه ويسترن الامريكي ، ويومها فزنا بهدف للمرحوم حافظ ابو كشك ، وشهدت المباراة تألقي ، حيث قدمت اداءاً ممتازاً ، لتصبح هذه المباراة محطة انطلاقتي ، حيث بدأ الأنصار يعرفون محمود عايش .
- بعدها كانت لي قصة طويلة مع مركز طولكرم ، وأفتخر بكوني برزت في جميع المباريات التي لعبتها ، وكنت دائم التألق ، حيث كنت ألعب بكامل تركيزي - والحمد لله - وكان مستواي ثابتاً في جميع المباريات ، حتى اطلقوا علي لقب صخره الدفاع ، وصاحب المستوى الثابت .
- المدرب الذي له فضل علي مهندس الكرة الفلسطينية ، الأستاذ عارف عوفي .
- لم ألعب في حياتي سوى لمركز طولكرم ، لأني أشعر بالانتماء لهذا النادي العريق ، رغم كثير من العروض المغرية والاغراءات ، التي عرضت عليّ من أكثر من جهة ، ولكن دائماً كان الجواب معروف ، بأني لن أغادر بيت الفرسان السمر .
- كان لي شرف المشاركة في كثير من المنتخبات والتفاهمات ، فلعبت مع منتخب نجوم الضفة سنة 1984 مباراتين أمام منتخب نجوم غزة ، ولعبت مع منتخب شمال الضفة .
- أفضل من لعب معي المهندس عارف عوفي ، وخالد سليم من مركز شباب طولكرم ، ومن نجوم الضفة مروان الزين ، وإبراهيم الاطرش ، ومحمد الصباح ، وخليل أبو ليفة ، وأفضل من مثلت معه ثنائي خالد سليم .
- طالما كان التنافس بيني وبين الزملاء ، ولكن ذلك كان في مصلحة الفريق ، ورغم كوني مدافعاً ، إلا أنني كنت أشارك في العمليات الهجومية
، وكان الكابتن عارف يأخذ الكرة مني ، وكنت أمتعض من هذا التصرف ، فأتراجع لمركزي الدفاعي ، ولكن الحق يقال : إن ذلك كان في مصلحة الفريق ، حيث كان أبو يوسف يدرك أن ثبات صمود الدفاع ، يسهل مأمورية المهاجمين !
- تشرفت بتدريب كثير من الفرق ، والحمد لله توفقت في الحصول على كثر من النتائج الجيدة .
- الحمد لله حققت الكثير من الإنجازات الفردية والجماعية في مسيرتي ، وحصلت على بطولات كلاعب مع أخوتي لاعبي مركز طولكرم ، وكمدرب حصلت أيضاً على عدة بطولات ، مع المركز وغيره من الأندية ، التي دربتها ومنها شباب نابلس ، واتحاد نابلس ، ومركز جنين ، ومركز نور شمس ، ونادي شويكة ، ونادي تل ، ومنتخب تربية طولكرم ، الذي حصلت معه على عدة بطولات .
- لم أطلب أبداً تنظيم مباراة اعتزال ليّ !
- المدافع زمان كان متفهماً لواجباته ، من حيث التغطية ، ومراقبة المنافس ، وحراسة المنطقة الخطرة أمام المرمى ، وكان ربط الدفاع يتوقف على عمل الظهير الثالث "القشاس" الذي يمتاز بالقوة ، والقدرة على الالتحام .مع المنافس ، أمّا المدافع اليوم فأصبحت تسند له مهمات وواجبات هجومية ، وأصبح الدفاع أكثر تنظيماً بوجود مساك أول ، ومساك ثاني .
- يعجبني كثير من المدافعين ، الذين ظهروا في عصري ، وأذكر منهم - على سبيل المثال لا الحصر - مروان الزين ، وأمجد حامد ، والراحل جورج زرينه ، وعلي العباسي ، ومحمد حنو ، ويوسف الدلياني .. وطبعا زكريا مهدي ، الذي تشرفت باللعب ضده ، وعذرا على نسيان أسماء اخرى ، فالذاكرة لا تستعف أحيانا .
- أعتقد أن أهم أسباب غياب مركز طولكرم عن المنافسة كما كان في السابق ، غياب خطة مدروسة لتسيير النادي ، في مختلف المجالات .
- أرى أن إدارتي بيت جالا وحطين تعرفان أكثر من غيرهما سبب تراجع مستوى الفريقين العريقين ، وبالنسبة لي بيت جالا لا أعرف بدقة سبب تراجعها ، بينما تتحمل إدارة حطين سبب المنعرج ، الذي تعرض له النادي ، بعدم قبول قرارات الرابطة ، برفض مواصلة اللعب ، وعدم المشاركة في المباراة الأخيرة لتحديد البطل بين المركز وحطين ، لذلك عاقبت الرابطة نادي حطين ، الذي نزل إلى الدرجة الأولى ، مما أثر على نفسية ومعنويات اللاعبين ، في انتظار خطة شاملة لاستعادة أمجاد نادي حطين ، ونادي أرثوذكسي بيت جالا .
- نحن نتحدث عن الاحتراف ، وأنا بدوري أطرح السؤال التالي : هل كلّ لاعب أمضى عقداً ، ويحصل على راتب ، وينال مكافآت أصبح لاعباً محترفاً ؟ بالنسبة لي الاحتراف منظومة شاملة ، وله شروطه ، وأدبياته وقوانينه .
- بصراحة حاليا لا أتابع كلّ المباريات ، بسبب فقدان الكره لرونقها ومتعتها ، ولكن أعتقد أنه يوجد في ملاعبنا مدافعون ، يمتلكون امكانيات جيده ، وينتظرهم مستقبل واعد ، مثل لاعب ثقافي طولكرم أحمد قطميش ، ولاعب مركز طولكرم علاء بدران .
- أرى أنه لا يوجد فرق كبير بين مستوى المنافسة في المحافظات الشمالية والجنوبية .
- بالنسبة لي أفضل مدرب من يكون أميناً في عمله ، ومن يضع خطة واضحة ، قابلة التنفيذ ، لتحقيق الأهداف المسطرة .
- أرى أن النجومية لا تقاس بظهور اللاعب في مباراة أو مباراتين ، لأننا نحكم على النجم من خلال أدائه خلال الموسم ، فإذا حافظ على مستواه ، حينها نقول : إنه نجم ، أما أن يظهر اللاعب في مباراة ، وينخفض مستواه في مباراة أخرى ، فهذا ليس نجماً .
- طموحي أن أشاهد كرة قدم قوية ومثيرة ، تلبي طموحات الشعب الفلسطيني .
- بالنسبة لي الإعلام الرياضي الفلسطيني بخير ، بالنظر لوجود العديد من الصحفيين المجيدين ، على أمل أن يحفظ الجميع الأمانة ، ويعطي الصحفيون كلّ ذي حقّ حقّه ، بنزاهة وصدق .
- أتمنى للكابتن عارف عوفي ، والكابتن محمد الصباح الصحة والعافية ومواصلة خدمة الشباب ، والمساهمة في بناء اللاعبين ، المنتمين لوطنهم ، ولأنديتهم ، ودعم المنتخبات الوطنية .
- في اعتقادي اتحاد الكرة قام بجهد طيب في صقل المدربين الشباب ، وهذا يحسب للاتحاد ، والمطلوب من هؤلاء المدربين استثمار هذا الجهد في خدمة اللاعبين ، من مختلف المراحل ..
- أذكر بالخير ملك حراس المرمى المرحوم سليمان هلال ، وكنا نمتص عصبيته بالتحمل ، والكلمة الطيبة .
- أقول للأندية : أتمنى لكم التوفيق في تربية الأجيال على الأخلاق واحترام الآخرين ، آملاً أن يكون التخطيط المستقبلي واضح الأهداف ، حتى يكون العمل ناجحاً
- في الختام أوجه تحياتي القلبية الخالصة لجميع رياضيي الوطن الغالي .