أحدث الأخبار
كتب - صالح الراشد:
تقود الرغبات غالبية شعوب العالم مما يهدد بغياب وإختفاء أصوات العقلاء، لتسير البلاد صوب المجهول كونها تُصبح بلا هوية وربما بلا ملامح، كون أصل الأشياء أن تُقاد الدول بالفكر التشاركي المبني على المصالح العليا للدول، وليس على مصلحة الأفراد الخاصة التي قد تتضارب أحياناً مع مصلحة العموم، وهنا لا بد من تدخل العقلاء لوضع النقاط على الخروف.
وتتسبب حاجات الأفراد في الإبتعاد عن الفكر المنطقي المبني على أسس الدين والعلم والمعرفة، وتلجأ الى الحلول أحادية القطبية والتي تهدم أكثر مما تبني، بل قد تلجأ الى تبني الفكر التطرفي الذي أوصل كاليجولا لحرق روما بعد تقمص دور الإله القادر على فعل ما يُريد، وتكون الكارثة اذا وصلت الجماهير إلى أنها الأقوى والأقدر على إستغلال هذه القوى دون أن تملك خريطة طريق تهتدي بها الى أهدافها التي تكون قد حُددت مسبقاً .
والمصيبة تكبر حين تكون الرغبة هي الهدف الأعلى للفرد والجماعة على حد سواء، حيث ستُنتج مسؤولين بلا رؤيا وأفراد بلا حُلم لتكون المحصلة وطن يسير على غير هدى، فعندما يكون هدف الرجل أن يكون نائباً أو وزيراً ولا يملك تسلسل واضح لأهدافه فيتحول إلى عبء على الوطن، ويصبح عامل هدم وليس بناء، وتزداد الخطورة عندما لا تملك الجماعات رؤيتها الصحية حيث يختلط الحابل بالنابل، فتضيع المؤسسات والدول.
إن بناء الدول يقوم على كاهل العقلاء أصحاب الرؤية السليمة والذي يعرفون معنى كل خطوة وأهمية كل توقف، وترتقي المسيرة حين يقود من يعلم ويسير الباحثون عن المعرفة مع تيار الفكر السليم، ويتم التصدي لأصحاب الرغبات الخاصة الذين إما يبحثون عن هدف لحظي أو دمار فوري ، وهنا على الجميع منح العصبة العاقلة حرية التفكير والتنفيذ لضمان أمان الأوطان.